1 ـ شؤون وشجون "الصدق والصراحة"
(الصدق
والصراحة في نقد المتعة والراحة) عنوان لكتاب ألفته قبل ثمانية عشر عاما أو لواذها،
وقد جر علي ما لا أتوقعه خيرا وشرا، أما الخير فانتقالي إلى الدار البيضاء بعد
ثلاث سنوات أو تقل من صدوره، ولذلك قصة مع الشيخ محمد زحل سأحكيها بعد حين، وأما
الشر فله وجهان، أحدهما: رد غير منصف من
طرف صديق نكرة أخذته العزة بالإثم، فأراد الانتصار لشيخه المنتقد في الكتاب،
فتعاركنا حتى استسلم، وسأنشر خبر هذه المعركة حتى يتبين القارئ من الكذاب الأشر،
والوجه الثاني: المحاكمة التي ترتب عليها ابتداء السجن غير النافذ والغرامة وتعويض
المجني عليه، وهذا ما لا يعرفه كثير من أصدقائي، ولا تخلو من طرافة، وسأقصها
عليكم، ولنبدأ من البداية.
كتبت هذا الكتاب في أربعة أشهر أو تزيد قليلا، انتقدت فيه كتاب: (المتعة والراحة في تراجم أعلام حاحة) بجزأيه الضخمين.
ولما
فرغت من تبييضه وتحريره عزمت على طبعه،
ولكني لا أدري ما الإجراءات التي يجب اتخاذها لطبعه فسألت وسألت حتى دللت على أستاذ في ثانوية
محمد الخامس (معهده سابقا) بتارودانت.
وكنت أراه هناك أيام الدراسة فيها
في بداية التسعينات.
إنه الأستاذ الدكتور عمر لشكر الموسوعي
المتعدد المواهب، المتواضع، الخفي النقي، الفكه، حلو الحديث، المتقن للغات الثلاث:
العربية والفرنسية والاسبانية.
وكنت سمعت في المعهد أيام الدراسة
فيه أنه يتقن اللغة الانجليزية، ولما أخبرته بذلك يوم التقيته قال لي: لا بل اللغة
الاسبانية.
وله مقالات كثيرة تزيد على مائة
وثلاثين كما أخبرني لما زرته 2013، وله كتب وأبحاث متنوعة ومذكرات ورواية (أو
روايات) كل ذلك باللغتين الفرنسية والعربية.
التحق بمركز تكوين المعلمين والمعلمات
بعد سنوات مديدة في معهد محمد الخامس، ثم بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين يدرس التشريع
كما أخبرني 2013، ولعله الآن متقاعد، وكان قد نشر في تلك الأيام: 2002 كتابا في فن
التحقيق.
ولما أخبرني بما يلزمني القيام به
لطبع الكتاب سألته: هل يمكنك أن تكتب له تقديما، فرحب بالاقتراح وله الشكر الوافر
على ذلك.
وبعد أيام أحضرت الكتاب، ومكثت
أياما في تارودانت حتى قرأه ثم كتب التقديم الموعود.
وقد جر عليه ذلك غضب الأساتذة في
تلك الثانوية، ولعل تلك المحاكمة التي سأحكي أحداثها تستهدفه من ورائي، وما أنا
إلا وسيلة وسلم للوصول إليه.
وأذكر أن الأستاذ الكريم أعطاني
كتاب: (الإبهام
في شعر الحداثة – العوامل والمظاهر وآليات التأويل) من إصدار: عالم المعرفة.
ولما قرأته داعبته برسالة سأنشرها
هنا، وبيننا رسائل سأنشر منها ما عثرت عليه في أرشيفي القديم.
ومن بين تلك الرسائل هذه الرسالة
التي لها علاقة بالكتاب وطبعه.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأستاذ الجليل
تحية طيبة وأما بعد:
فقد تلقيت رسالتك فرحا في اليوم
الذي عدت فيه من مراكش بعد ما قدمت الكتاب لمطبعة تدعى المطبعة الوطنية الكائنة
بالداوديات، فكانت الفرحة مزدوجة.
أخبرتك في رسالتي السابقة أني قررت
طبع الكتاب في أكادير، ولكن ذلك لم يتحقق، لأن المطبعة التي طلبت مني عشرين درهما
عن كل نسخة، كما أنبأتك، أشطت فيما بعد، فرأت أن الثمن المناسب هو خمسة وأربعون
درهما!!
تجاوزتها إلى المطبعة الرئيسة،
فقال صاحبها بغباوة عريضة أو بمكر سيئ: اثنان وتسعون درهما!! فاستغربت طلبه، فقال: هل لديك القرص المسجل
فيه هذا الكتاب؟ فأجبت: نعم. وبعد عملية حسابية قال: ثلاثة وسبعون درهما!! فقلت في نفسي: غير، أيها الرجل
اسم مطبعتك، ثم سألته: هل طبعتم قط كتابا؟ أجاب: لا!! فقلت: من ثم أوغلت في الثمن !! فتركته إلى مطبعة شروق حيث طبعت
كتابك: (القواعد) فطلبت ثمانية عشر درهما وخمسين فرنكا بشرط أن أطبع ألف نسخة.
ولكني قبل ذلك سألت كتبيا في
إنزكان عن عنوان مطبعة ما في مراكش، فاتصل بصديق له هناك، وهو موزع للكتب
القانونية، وأخبره بحجم الكتاب وعدد صفحاته.
وبعد يومين اتصلت بالموزع فطلب مني
رقم هاتفي، وقال: بعد ساعة سيتصل بك صاحب المطبعة.
ولما اتصل بي قال: ستة عشر درهما
(ألف نسخة) فقبلت.
وأنا الآن في انتظار طبعه وإخراجه،
وموعده كما قال، بعد الثاني والعشرين من الشهر الحالي (تموز).
وفي انتظار خروج الكتاب وما ترتب
عنه من شؤون وشجون لنقرأ الرسالة التي داعبت بها الأستاذ، ولن يدرك دعابتها إلا من
قرأ كتاب الإبهام في شعر الحداثة.
وبعد: قرأت كتاب الإبهام الذي
أهديت إلي فاطلعت فيه على ما حيرني وأحزنني وأضحكني من أمر هؤلاء الشعراء.
تابع.....